خمس خرافات حول الترجمة

الفئة: ترجمة       بقلم: دقيق          بتاريخ 04 أكتوبر 2021
يقول دقيق

خمس خرافات حول الترجمة

قد يكون عالم الترجمة محيرًا، خاصةً إذا كنت الشخص الذي يتولى مهمة الشراء نيابة عن مؤسستك. فقد يعاني العديد من مشتري خدمات الترجمة والتعريب من نفس المشاعر التي تشعر بها عندما تأخذ سيارتك إلى الميكانيكي: كيف يمكنك التأكد مما يحدث خلف غطاء المحرك؟ كيف يمكنك تقييم جودة الترجمة وتحميل مورديك المسؤولية إذا كنت لا تتحدث اللغة التي تترجم إليها أي شيء؟
نتيجة لهذه المشكلة، يلجأ العديد من عملاء الترجمة إلى تقنيات قد تبدو معقولة، ولكنها قد تعمل بالفعل ضد ضمان الجودة الأفضل، وفي ما يلي بعض حالات سوء الفهم والخرافات الشائعة في الترجمة والتي قد تسبب ضررًا أكثر من النفع:
 

الخرافة الأولى: يمكن لأي شخص يتحدث بلغتين أن يصبح مترجمًا ممتازًا

يعتقد العديد من الأشخاص أن ثنائيي اللغة مترجمون بالفطرة، وبما أنهم يجيدون اللغتين، فبالتالي فإن ترجمة أي وثيقة ستكون في غاية السهولة بالنسبة لهم. إن القدرة على استخدام لغتين هي ببساطة ميزة للمترجمين عند العمل في قطاع الترجمة، وليست تذكرة ذهبية تضمن أن يكون الشخص لغويًا متميزًا بالفطرة. بل إن الترجمة في الواقع تنطوي على أكثر بكثير من مجرد ترجمة الكلمات من لغة إلى أخرى، فيجب أن يكون لدى المترجمين وعي شامل بكل من اللغات والثقافات، فحتى الأخطاء الثقافية البسيطة، مثل الألوان أو العبارات غير الصحيحة، يمكن أن تؤدي إلى استنكار جمهور البلد المستهدف للنص المترجم ورفضه.
لكن هذا ليس الأمر الوحيد، إذ يجب أن يكون المترجم أيضًا خبيرًا في مجال معين، مما يعني أن يكون لديه رؤية في مجال تخصصه لتقديم الترجمة الأكثر دقة، بحيث يفهم احتياجات ورغبات الجمهور المستهدف لنقل الرسائل الجذابة والمناسبة. كل هذه العوامل، عندما تقترن بقدرات كتابة ممتازة، ستساهم في إنتاج مترجم ناجح.

الخرافة الثانية: الترجمة المهنية هي صناعة بشرية فقط

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الترجمة هي عمل “للبشر فقط” ولا يستخدم أحدث التقنيات، وحتى لو حدث ذلك، يجب تجنب التكنولوجيا المتطورة إلى أقصى حد ممكن، لأنه عندما يفكر المستهلكون في تكنولوجيا الترجمة، فإنهم لا يفكرون إلا في خدمات الترجمة الآلية مثل Google Translate أو Bing Translator، التي لا تحظى بسمعة جيدة. وفي الواقع، تُستخدم التكنولوجيا في كل وظيفة ترجمة من خلال استخدام أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب (CAT) – وهي برامج تم إنشاؤها خصيصًا للمترجمين واللغويين لزيادة كفاءة الترجمة وجودتها.
تحفظ أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب عبارات المصدر وترجماتها من المشاريع السابقة حتى يتمكن المترجمون من إعادة استخدامها في المشاريع المستقبلية، وتوفر أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب، من وجهة نظر شركات الترجمة، قدرًا كبيرًا من وقت الترجمة مع ضمان صحة واتساق مهمة الترجمة، ويستفيد العملاء مالياً من هذا التطبيق التكنولوجي لأنهم يدفعون السعر الكامل للكلمات أو العبارات الجديدة فقط.

الخرافة الثالثة: الترجمة الآلية تعطي نتائج عالية الجودة

يعتقد الكثير من الناس أن الترجمة الآلية مجانية وسريعة ودقيقة، ولكن دعونا نرى كيف ستسير الامور. يمكننا أن نتفق جميعًا على أن أفضل ميزتين للترجمة الآلية هما السرعة والتكلفة. لكن هل هذا صحيح؟ لسنا مقتنعين، ولمشاهدة النتائج، ما عليك سوى ترجمة نص من لغة أجنبية إلى لغتك المحلية باستخدام الترجمة من Google Translate، هل يمكنك فهم الترجمة بشكل كامل؟ هل هي سلسة وطبيعية؟ نعتقد بأن ذلك غير صحيح. لا تستطيع الترجمة الآلية فهم السياق أو نقل نبرة صوت الكاتب أو مشاعره، فيجب ألا يعتمد على الترجمة الآلية للحصول على نتائج عالية الجودة. ومع ذلك، بعد التنقيح والتدقيق من قبل مترجم بشري ينبغي أن تكون الترجمة الآلية مقبولة.
من ناحية أخرى، فإن المترجمين البشر على دراية بالسياق والجماهير المستهدفة ولديهم الكفاءة لتزويدك بما تتوقعه. باختصار، استخدم الترجمة الآلية فقط عندما تحتاج لاستيعاب أساسيات الموضوع لا أكثر.

الخرافة الرابعة: مترجم واحد فقط طوال عملية الترجمة

نظرًا لأنه يمكن للمترجم المحترف ذي الخبرة الطويلة مراجعة وتدقيق أوراقه المترجمة، فهو يستطيع بالتالي إنشاء ترجمات عالية الجودة دون مساعدة لغويين آخرين. لذلك، من حيث الجوهر، مطلوب مترجم واحد فقط لعملية الترجمة بأكملها. هذه، في الواقع، مغالطة أخرى واسعة الانتشار في مجال الترجمة، حيث يولي المترجمون أهمية كبيرة لترجماتهم ولا يرغبون في إجراء تعديلات مهمة على ترجماتهم، وللتأكد من أن عمليات التحرير والتدقيق تتم بشكل موضوعي، يجب أن يعهد بالمشروع إلى لغويين مختلفين، وبهذه الطريقة فقط يمكن الحصول على ترجمة جذابة وواضحة وصحيحة.

الخرافة الخامسة: الترجمة ليست عملا إبداعيا

تتطلب الترجمة قدرًا هائلاً من الخيال، ولا يقتصر الأمر فقط على الأصالة المطلوبة لإنشاء أي شيء، بل يتطلب أيضًا الإبداع ذاته المطلوب في حل المشكلات واكتشاف الإجابات. فلإنشاء جملة جيدة، يجب أن تكون مبدعًا، كما ستحتاج إلى أن تكون أكثر إبداعًا إذا كنت تريد الموازنة بين الإبداع الأدبي وأن تكون دقيقًا في نقل أعمال مكتوبة بلغة أخرى.
يجب على المترجمين إعادة إنتاج تفرد النص دون الابتعاد كثيرًا عن الميزة المهمة للنص الأصلي، فهي مهنة مليئة بالتحديات، لكنها كذلك تحدٍ رائع للأشخاص الذين يستطيعون التفنن بالكلمات والاحتفاء بالتواصل والإبداع.

No comments yet.

Leave a Reply