الفئة: ترجمة بقلم: دقيق بتاريخ 17 يناير 2021
يقول دقيق…
مستقبل المترجمين:
لماذا سيظل العنصر البشري مهمًا؟
لقد أوجد كل من الآلات والذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد وجعلت حياتنا أكثر بساطة من خلال ضمان الوصول إلى المعلومات في حلنا وترحالنا وبشكلٍ فوري.
وأحد الآثار الخطيرة للذكاء الاصطناعي أنه بدأ يصبح بديلا للبشر في متنوعة من الوظائف، لا سيما الوظائف منخفضة المهارات والتي يمكن أتمتتها، أو تتضمن بعض المهام المتكررة، مثل الكاشير وفني التلحيم في خطوط التجميع.
يضاف لذلك تطور تقنيات الترجمة بسرعة في العقود القليلة الماضية، ما تسبب في حدوث اضطرابات في الصناعة ككل، ولكن لغاية الآن، لا تزال الترجمات البشرية أفضل بكثير من الترجمات الآلية. والسؤال: هل سيستمر ذلك طويلًا؟ ولماذا سيظل العنصر البشري مهمًا في مجال الترجمة؟
التطور المتسارع للترجمات الآلية
لا يمكننا توقع مستوى الجودة الذي يمكن أن تحققه الترجمات الآلية في هذا الوقت، وكما نرى في الوقت الحالي يمكن رؤية النصوص التي تنتجها الترجمة الآلية حيث أصبحت تنتج نصوصًا يمكن قراءتها، كما أنها تكون مفهومة أحيانًا. ولكن حتى هذا كله مبني على مواهب وقدرات الترجمة البشرية، ويتضح ذلك بشكلٍ خاص من خلال قيام المطورين بتطوير قدرات أجهزة الكمبيوتر لتكون قادرة على الاعتماد على قواعد بيانات الترجمات البشرية، وقد تصل إلى مستوى قد تصبح فيها الترجمات الآلية خالية من العيوب في المستقبل.
ولكن… يكمن سؤال مهم في…
ما هي المهارات التي يمتلكها البشر والتي لن تمتلكها الآلات أبدًا؟
علينا أولًا أن نعترف بأن عبارة “لا تشوبه شائبة” لا تلخص دائمًا ما نبحث عنه في الترجمة، ونرى ذلك في الغالب في ترجمة الشعر، حيث أن الشعر لا تُحمل رسالته بالمعنى الحرفي فحسب، بل أيضًا في التلميحات والدلالات والقوافي الخاصة به، وما يفعله المترجمون فعلًا في مثل هذه الحالات أنهم يعيدون كتابة هذه القطعة الفنية من الشعر بلغة أخرى بدلًا من إعطاء الترجمة الحرفية لها، حيث قد لا تعطي الاستعارة أي معنى في حال تمت ترجمتها حرفيًا. يحتاج هذا النوع من الفهم الدقيق إلى قدر كبير من الإحساس، وبالتأكيد هذا أمر يمتلكه البشر ولن تستطيع الأجهزة فعله أبدًا.
بالإضافة إلى هذه النقطة الهامة، يمكننا أن نعرف أن أجهزة الكمبيوتر لن يتم تدريبها أبدًا على إدراك الاختلافات الثقافية وسوء الفهم المحتمل أثناء النقل من لغة إلى أخرى. حتى لو كان النص مكتوبًا بشكل مثالي بلغة خالية من العيوب وقواعد نحوية مثالية، إلا أن هذا النص يحتاج إلى مراعاة الحساسيات والفروق الدقيقة في ثقافة القارئ، ومن المستحيل إنشاء خوارزمية تستطيع التفريق بين الاختلافات الثقافية الدقيقة لكل فرد.
إنه في الواقع الذكاء الهجين بين الذكاء الاصطناعي والإنسان
لا تعتبر الترجمة الآلية فقط من أنواع تكنولوجيا الترجمة التي تطورت في السنوات الأخيرة، حيث أصبح هناك الكثير من أدوات الترجمة المحوسبة التي تساعد المترجمين على العمل بشكلٍ أسرع وبفاعلية وشمولية أكثر، إلا أنها بالتأكيد أكثرها فعالية وكفاءة في عصرنا هذا، حتى لو قررت بعض الشركات استخدام الترجمة الآلية فستقوم بكل تأكيد بتعين مُراجع بشري لتدقيق هذا المحتوى قبل استخدامه.
في الوقت الحاضر، يستخدم المترجمون مجموعة متنوعة من البرامج المساعدة، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة لتقديم مواهبهم، ومن الجدير بالذكر بأن المعيار الذهبي للترجمة في وقتنا هذا هو الترجمة البشرية بمساعدة الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي.
لذلك ومن الواضح بأن هذا هو الجواب لسؤالنا ولهذا السبب سيظل المترجمون البشريون الأكثر أهمية دائمًا ولا يمكن استبدالهم بالآلات أبدًا.
وما نحتاج إلى معرفته حقًا هو أن الترجمة لا تتعلق بالكلمات فقط، بل هي روح المحتوى التي يتم نقلها من لغة إلى أخرى، كما أن المترجمين مطالبون بأن يكونوا أول من يتبنى أحدث التكنولوجيات وتكييف نماذج الأعمال مع الحقائق الجديدة.
No comments yet.