دقيق (دبي) – في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تودع عام 2019 باعتباره عام التسامح، ولكنها لم تتخل أبدًا عن الجهود المبذولة لمواصلة بناء جسور التفاهم مع بقية العالم.
وإدراكًا منها لأهمية الترجمة التي لا جدال فيها، فقد عملت الإمارات العربية المتحدة على بناء سمعتها كمركز للترجمة العربية في المنطقة (جلف نيوز، 2017)، جزئيًا لتعزيز مكانة اللغة العربية وأيضًا للحفاظ على التواصل مع الأمم الأخرى بشكل مستمر ومتزايد.
في كتاب نشرته دار روتليدج حول دراسات الترجمة The Routledge Companion to Translation Studies، تحرير جيريمي مونداي (2014)، اقتبس ديفيد كاتان، أحد الباحثين المساهمين في الكتاب، إجماعًا من قبل العلماء على أن الترجمة “فعل تواصلي”. وأحد المفاهيم التي نوقشت في هذا السياق هو “الفلتر الثقافي”، الذي ينظر إلى المترجمين على أنهم “وسطاء” من المفترض أن يلتقطوا “الاختلافات المعرفية والاجتماعية والثقافية” ويطبقونها عند الترجمة، لنقل المعاني في اللغة المصدر بدقة إلى اللغة الهدف، وتجنب سوء الفهم وسد الفجوات بين اللغات والثقافات.
وفي بحثه “الترجمة كواسطة بين الثقافات: تهيئة المشهد” المنشور في مجلة Perspectives Journal (المجلد 28، العدد 6)، ينظر أنتوني ج. لديكووت في مفهوم الوساطة بين الثقافات وتطبيقه على عمل المترجم، ولا سيما “ماذا يعني أن يقوم المترجم بالتوسط بين اللغات والثقافات والطرق التي تم بها استخدام الوساطة في دراسات الترجمة “. ويقول:
“يشارك المترجم في إيصال المعاني التي تم إنشاؤها في لغة ما – بما فيها السياقات الثقافية المرتبطة بقراء يتشاركون اللغة ويشاركون بطريقة ما في تلك الثقافة – إلى جمهور لا يشارك تلك اللغة والثقافة”. بعبارة أخرى، يُنظر إلى الترجمة على أنها “شكل من أشكال العمل التوسطي الذي ينطوي على وضع المترجم بين محاورين يتحدثان لغتين مختلفتين ويسعيان للتواصل فيما بينهما”.
يظل الكتاب المترجم الجيد إضافة وخطوة نحو المزيد من التفاهم بين الأمم. وهذا ما تقوم عليه مشاريع مثل صندوق جائزة الشيخ زايد للكتاب للترجمة والذي يسهم بفعالية في تحقيق هذا الهدف، حيث يهدف إلى “المساهمة في زيادة عدد الكتب العربية التي يتم ترجمتها ونشرها وتوزيعها في الخارج. والتمويل متاح لترجمة جميع الكتب الأدبية وكتب الأطفال التي حازت على جائزة الشيخ زايد للكتاب”.
ومن المبادرات التي انطلقت أيضا من دولة الإمارات العربية المتحدة سلسلة من ورش عمل الترجمة نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة لتدريب عدد من المترجمين الطموحين ونشر عدد من الأعمال لقيت استحسانًا في معارض الكتب، بما في ذلك المعارض الدولية الكبرى. في هذه السلسلة من التدريبات المتخصصة، يقوم كل مشارك بترجمة كتاب من الإنجليزية إلى العربية.
ووفقا للمؤسسة في بيان صحفي، فإن “الورشة تدرب جيلا من المترجمين المعتمدين وتثري المكتبات العربية في نهاية المطاف بإضافات نوعية”.
وأضافت أن الحملة تربط “بالإضافة إلى ذلك ثقافاتنا بالأنشطة الثقافية التي تجري في جميع أنحاء العالم وتساعدنا على البقاء على دراية بالإصدارات الدولية الجديدة وأخبار [صناعة النشر].”
لخدمات الترجمة التي لا تشوبها شائبة تفضل بزيارة موقعنا.
No comments yet.