المخاطر الجسيمة في الترجمة الخاطئة للعلامات والرموز

الفئة: ترجمة      بقلم: دقيق          بتاريخ 25 أكتوبر 2021
يقول دقيق

 

المخاطر الجسيمة في الترجمة الخاطئة للعلامات والرموز

عندما يسعى رجال الأعمال إلى عولمة منتجاتهم وخدماتهم، فإنهم يحتاجون إلى شركة مختصة بالتوطين تؤدي هذه المهمة بالشكل الصحيح. فخبراء التعريب ليسوا مجرد مترجمين آليين، بل هم مستشارون ثقافيون أيضًا ينصحون بحذف أو تغيير أي جزء من الحملة قد يُنظر إليه على أنه مسيء في الثقافة المحلية.
كم مرة شهدنا في العالم العربي غضبًا عامًا لأن رمزًا أو شعارًا استخدم عن غير قصد رمزا أو اسما مقدسًا، مثل لفظ الجلالة أو أي اسم لأشخاص لهم قداسة، بطريقة مسيئة أو مهينة؟
لقد اضطرت شركة ستاربكس، عند دخولها السوق السعودية، إلى تغيير شعارها، ولا تستخدم كوكا كولا صورة عارية لامرأة تعانق زجاجة كولا في الشرق الأوسط.
في هذه المواقف، سيكون لنظرية المؤامرة جمهور كبير، مما يعني دمار العلامة التجارية في السوق المستهدفة.
لكن هذا لا يعني أن مشكلة ترجمة الرموز تقتصر على مجتمعات الشرق الأوسط المحافظة. فرمز بسيط مثل إشارة “أوكي” يعد إهانة في البرازيل، والإبهام المشير للأعلى يعد إشارة وقحة في اليونان وأستراليا.
وتتمثل مهمة خبراء التوطين المسؤولين عن ترجمة الحملة التسويقية إلى ثقافة أخرى في تنبيه العميل إلى مواطن سوء الفهم قبل إطلاق الحملة وقبل فوات الأوان للسيطرة على الضرر الواقع.
ومع ذلك، يمكن للمترجمين، الذين يدركون الاختلافات الثقافية بشكل عام وتلك المرتبطة بالرموز والعلامات بشكل خاص، أن يأخذوا زمام المبادرة في تحويل المبالغ المالية والقياسات وغيرها، أو استخدامها بين قوسين، لتجنب إلقاء هذه المهمة على الجمهور. ففي المبالغ المالية، تستخدم الفواصل في اللغة العربية للفصل بين الأرقام وليس النقاط، لذلك يجب على المترجمين اتباع هذه القاعدة، وعندما يتم استخدام علامة عملة غير شائعة، يمكنهم التحويل إلى العملة المحلية أو الدولار الأمريكي.
وفي العالم العربي، على سبيل المثال، نستخدم النظام المتري، لذلك من المفترض أن يقوم المترجمون بتسهيل المهمة على جمهورهم وإجراء التحويل. وبعض محطات التلفزيون تضع ذلك كشرط لمهام ترجمة الأفلام والبرامج. لذلك يتم تحويل 5 أميال، مثلا، إلى 8 كيلومترات وما إلى ذلك، حتى حين تظهر بشكل مرئي في المادة المعروضة دون التعبير عنها شفهيًا.
مسألة أخرى تتعلق بهذا الموضوع هي ترجمة اللافتات العامة. وفقًا للباحث Ma Qiannan في ورقة بحثية حول هذه القضية، مع دراسة حالة الصين تحديدا، فإن الأخطاء في ترجمة هذه الإشارات تترك انطباعًا سلبيًا على صورة البلد أو المدينة، وهو يعزي هذه الأخطاء جزئيًا إلى الاختلافات الثقافية. لذلك تقترح ورقته البحثية “المبادئ والاستراتيجيات الرئيسية التي يجب أن تنتبه إليها ترجمة اللافتات العامة”. بشكل عام، يجب الحفاظ في صياغة اللافتة العامة وترجمتها على البساطة والوضوح والإيجاز والأدب والطبيعية بحيث تكون عالمية في جميع أنحاء المعمورة.

No comments yet.

Leave a Reply