النصوص المحايدة جنسانياً تحد لا مفر منه للمترجمين

الفئة: ترجمة       بقلم: دقيق          بتاريخ 16 أغسطس 2021
يقول دقيق

النصوص المحايدة جنسانياً تحد لا مفر منه للمترجمين

أصبح بناء لغة محايدة جنسانيًا والترويج لها وفرضها ثقافة تزداد عمقًا وتنتشر على نطاق أوسع كل يوم.
وقد وضعت الأمم المتحدة، على سبيل المثال، قائمة بالمبادئ التوجيهية التي تحدد عددًا من الاستراتيجيات لمساعدة موظفيها على استخدام لغة شاملة للجنسين، ليس فقط في الشكل المكتوب للغة، ولكن أيضًا في كل أنواع الاتصال الأخرى، بما في ذلك الشفوية، والرسمية وغير الرسمية. ووفقًا لـ Language Insight، تعود الجهود المبذولة لتعديل استخدام اللغة لإدماج الشمولية بين الجنسين إلى الثمانينيات من القرن الماضي.
اللغة هي خاصية إنسانية معقدة للغاية ومتنوعة من حيث التركيب واستخدام المفردات والطريقة التي تعكس بها ثقافة الأشخاص الذين يتحدثون بها. لهذا السبب، تختلف درجة صعوبة التعامل مع قضية الحياد بين الجنسين من لغة إلى أخرى. هناك لغات، مثل الإنجليزية والدنماركية والسويدية، لا يوجد فيها تمييز بين المذكر والمؤنث عندما يتعلق الأمر بالأسماء، ولكن ليس الضمائر الشخصية. لذلك كلمة “teacher” تعني معلم ومعلمة.
تسمى هذه المجموعة من اللغات “لغات الحياد الجنساني الطبيعية” بسبب هذه الميزة، ومع ذلك كان هناك نقاش حول استخدام الضمير “they” للإشارة إلى الأسماء المفردة في اللغة الإنجليزية. ففي تقرير لصحيفة واشنطن بوست ورد أنه، “في عام 2019، أضاف قاموس Merriam-Webster كلمة “they” كضمير لاستخدامه لـلإشارة لاسم مفرد لا تكون هويته الجنسية ثنائية. وقبل عامين، في عام 2017، تمت إضافة “they” كشكل محايد جنسانيًا إلى دليل أسلوب وكالة الأنباء اسوشييتد برس، وهو مرجعية لعدد كبير من الصحفيين. وفي الوقت نفسه، قامت صحيفة واشنطن بوست بتغيير دليل الأسلوب الخاص بها في عام 2015. “
النقاد، وفقا للتقرير، جادلوا بالقول إن مثل هذه القاعدة “يمكن أن تكون مربكة وتعكر بناء الجملة”.
وبالنسبة للغات الأكثر تمييزا جنسانيا مثل اللغة العربية واللغات اللاتينية، فإن الأمر أكثر تعقيدًا، لأن كل فعل واسم وصفة يحمل علامة التذكير أو التأنيث.
ومع ذلك، فقد تم بذل جهود لفرض قواعد لجعل اللغة العربية أكثر ملاءمة للنوع الاجتماعي، وهي مهمة قامت بها مجموعات نسوية، مثل Wiki Gender، والتي تقدم نفسها على أنها “منصة إقليمية تشاركية تنتج معرفة نسوية مفتوحة في قضايا الجندر والنساء باللغة العربية، وتعمل على نحو تراكمي دائم التطور، ومنفتحة على انخراط المهتمات والمهتمين.
إلى جانب الإنتاج المعرفي نعمل على أرشفة ما أنتجه غيرنا في مجالات اهتمامنا من محتوى مكتوب أو مرئي أو مسموع. كما نترجم مختارات من النصوص والأوراق المعنية بالجندر والنسوية إلى اللغة العربية.
يشمل المحتوى الذي نهتم به المفاهيم والمصطلحات، والأفلام والأغاني والفنون البصرية، والكتب، والأشخاص والحوادث والقضايا، والحملات والمنظّمات العاملة بالمجال”.
وتعتقد المجموعة أن المعجم العربي والتراث غني جدًا بحيث يمكن إيجاد بدائل والترويج لها لاستخدامها من قبل منتجي النصوص.
بالنسبة للمترجمين، يجب عليهم مراقبة هذه الجهود في الأزواج اللغوية التي يعملون عليها ليكونوا على دراية بما إذا كان ينبغي عليهم التعامل مع وظائفهم بموجب قاعدة الحياد بين الجنسين.
كما يتعين عليهم توخي الحذر بشكل خاص عند توطين الحملات التجارية التي تأخذ الشمولية في الاعتبار حيث تبنت العديد من الشركات الدولية الاتجاه الجديد.
على حد تعبير Language Insight، “مع استمرار الناس في تعزيز المساواة بين الجنسين، ليس هناك شك في أن اللغات في جميع أنحاء العالم ستستمر في التأثر. لذلك، فإن التأكد من أن اللغات صحيحة سياسياً واجتماعياً سيكون مهمة مستمرة، ليس فقط للمترجمين” ولكن أيضًا للناطقين بجميع اللغات.

No comments yet.

Leave a Reply