العمل عن بعد هو نمط العمل الجديد

الفئة: إدارة الأعمال & إدارة الأعمال الإلكترونية        بقلم: دقيق          بتاريخ 05 يناير 2021

دقيق يقول…                                                                                                                  

العمل عن بعد هو نمط العمل الجديد

أسباب انتشار العمل عن بعد

علينا أن نواجه الأمر فالعالم يتغير وأصبح بالإمكان القيام بالكثير من الأعمال عن بعد لعدة أسباب. أولًا، الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي التي غيرت نمط حياتنا كليًا، حتى أن أكثرنا انشغالًا يقضي على الأقل ساعةً واحدة في تصفح تلك الوسائل سواءً بحثًا عن الأخبار أو المعلومات أو الفيديوهات المسلية من منصة TikTok أو حتى للصور المضحكة (memes). ثانيًا، لقد سرع انتشار وباء كورونا من وتيرة الانتقال إلى بيئة العمل من المنزل التي لا تتأثر بالحظر فكل ما تحتاج إليه اتصال بالإنترنت وحاسب محمول أو تقليدي.

العمل عن بعد كان وما يزال مفهومًا غريبًا في منطقتنا، ولكن بسبب الوباء زاد انتشاره وقبوله في المجتمع ودعم ذلك نجاحه وتقليله للمصاريف. ولكن الانتقال للعمل عن بعد ما يزال صعبًا لبعض قطاعات الأعمال، فهي تحتاج إلى التخلي كليًا عن النُهج القديمة واعتناق أخرى جديدة.

ثالثًا، يعتبر ظهور الجيل الخامس من الاتصالات، وهو من أكثر السباقات احتدامًا بين القوتين العظميين الصين والولايات المتحدة لأن من يصل إليه أولًا ويصدره إلى العالم سيسيطر عليه. وسيمكن الجيل الخامس جميع قطاعات الأعمال من تطبيق العمل عن بعد. فباستجابته شبه الآنية وغياب التأخير، يمكن لجراح أن يؤدي أعقد العمليات وأصعبها بينما هو في قارة أخرى.

كل ما سبق يدل على أن العقد المقبل سيكون عقد العمل عن بعد في جميع القطاعات.

الانتقال إلى العمل عن بعد

لم يكن العمل عن بعد دارجًا من قبل، لكن الموقف منه العمل من المنزل قد تغير مؤخرا، فالكثير من الشركات ومن بينها فوجيتسو (Fujitsu) وتويتر (Twitter) قد أعلنت خططًا لجعل العمل عن بعد خيارًا دائمًا، حتى بعد انقضاء الوباء. ولدعم كل ما سبق وجدت دراسة أن العمل عن بعد قد زاد الإنتاجية بمقدار 13% حتى مع كونه مشتتًا للانتباه ومستنزفًا للبعض.

لقد بلغ الانتقال إلى بيئة العمل عن بعد إلى مستوىً جديد حيث أعلنت مدينة دبي مؤخرًا عن فيزا لجذب العاملين عن بعد خلال الوباء وتشجيعهم على الانتقال إليها.

وإليك بعض الحقائق المدهشة عن العمل عن بعد في عام 2020:

• أفاد 77% من العاملين عن بعد أنهم أصبحوا أكثر إنتاجية.

• ادخر 30% من العاملين عن بعد 5,000$ خلال السنة.

• يمكن للشركات أن توفر ما يصل إلى 11,000$ سنويًا عن كل موظف يعمل عن بعد بنصف دوام.

• يكسب من يعمل عن بعد ما معدله 4,000$ أكثر في العام.

• يرغب 99% من العاملين المتابعة في العمل عن بعد في المستقبل.

• قد ينصح 90% من العاملين عن بعد العمل عن بعد الأصدقاء بممارسته.

بالإضافة إلى ذلك، يوفر العمل عن بعد حرية غير مسبوقة للموظفين، حيث يمكنك أن تختار العمل من المنزل أو من مقهاك المفضل أو حتى وأنت بلباس البحر تستمتع بالنسيم العليل.

أليس هناك مساوئ؟

حتى الآن، تكلمنا عن إيجابيات العمل عن بعد، ولكن ما هي مساوئه؟

في فيسبوك التي أعلنت أنها تتوقع أن يتحول نصف العاملين بدوام كامل لديها إلى العمل عن بُعد بعد 10 سنوات، يفتقد الناس إلى مطبخ الشركة وتناول الغداء برفقة فريق العمل. وقال أحد الإداريين أن الأمر لا يتعلق بالمزايا بحد ذاتها بل بالتواصل الذي توفره. قال: “من الصعب إعادة إنتاج سحر الدوام في الشركة”، “لا يرغب الناس في قضاء المزيد من الوقت في التواصل عبر الفيديو أكثر مما هو لازم.”

بينما يحسن العمل عن بعد حياة الموظف من ناحية الوقت مع العائلة والمرونة في العمل والصحة الذهنية والتوازن بين العمل والحياة، فهو يفرض بعض التحديات مثل تشتت الانتباه ومشاكل التواصل والتعاون وعدم وجود مكان مخصص للعمل بإضافة للمشاكل التقنية.

بالمجمل، بإمكاننا القول إن العمل عن بعد لا يلائم الجميع. بعض الأشخاص يفتقرون للانضباط اللازم للتركيز في بيئة مليئة بمشتتات التفكير وخصوصًا إذا كان العمل يتم من المنزل. وآخرون لا يستطيعون العمل دون ضجة المكتب والنكات المتبادلة مع الزملاء. وبغض النظر عن السبب، فإن واقع الأمر أن العمل عن بعد لا يلائم الجميع ولا بأس في ذلك.

كان لقطاع الترجمة السبق في العمل عن بعد

لقد احتضن قطاع الترجمة كل من المترجمين عن بعد والمترجمين المستقلين منذ سنوات. فطبيعة الترجمة تتطلب العمل في بيئة هادئة ليتمكن المترجمون من العمل دون إزعاج بدلًا من العمل في أماكن صاخبة ومكاتب لا تهدأ حيث يصعب التركيز.

لا يعمل جميع المترجمين من المنزل بالطبع لكن الكثير يفعلون ذلك. بعضهم يكسب رزقه من العمل المستقل وهناك بعض المترجمين الذين يعملون بدوامٍ جزئي أو بدوامٍ كامل لشركات ترجمة لكنهم يقومون بعملهم من منزلهم.

قامت منصة دقيق للترجمة بخطوة إضافية. حيث يعمل قسمٌ كبير من الفريق عن بعد بالكامل حتى أن الفريق الأساسي لم يلتق شخصيًا؛ بل إنهم كونوا علاقاتهم من خلال الاجتماعات عن بعد ومنصات الدردشة والبريد الإلكتروني.

الخلاصة

لقد اجتاح العمل عن بعد العالم، فقد سلمت الشركات في الدول المتقدمة والناشئة موظفيها حواسب محمولة وطلبت منهم العمل من المنزل. لا يُلائم العمل عن بعد الجميع كما أنه لا يناسب بعد القطاعات.

العمل عن بعد قد يكون هو الأفضل إذا كنت تبحث عن إدارة أحوالك الشخصية بشكلٍ أفضل مع الحفاظ على إنتاجيتك في العمل، ولكن هناك بعض أوجه القصور للعمل عن بعد التي عليك أخذها بعين الاعتبار وشحذ همتك للتغلب عليها بنجاح.

تساعدك مزايا ومساوئ العمل عن بعد التي ذكرت في هذا المقال على فهمه بشكل أفضل واتخاذ القرار المناسب بشأن اختياره من عدمه.

لخدمات الترجمة التي لا تشوبها شائبة تفضل بزيارة موقعنا.