الفئة: ترجمة وتكنولوجيا بقلم: دقيق بتاريخ 23 فبراير 2021
يقول دقيق…
لا تتعجل الأمور: لا يمكنك بعد الاعتماد على ترجمة غوغل
في عالم الترجمة، وبغض النظر عن طبيعة الموضوع الخاضع للترجمة، يبدو أن استخدام خدمة غوغل للترجمة (google.translate.com) من المحرمات. قد لا يكون هذا عادلاً تمامًا، لكن تظل الحقيقة أن الاعتماد على الخدمة بالكامل ليس قرارًا حكيمًا، على أقل تقدير.
قد يكون الأمر غير مهني وشكلًا من أشكال الغش إذا قام مترجم مدفوع الأجر، على سبيل المثال، بإلقاء النص المصدر في غوغل وإرسال الترجمة إلى العميل كما هي دون تدخل الموهبة البشرية، أو ما يكفي من الذكاء البشري لإصلاح العيوب في هذه الترجمة الآلية.
بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يغذي غوغل قاعدة بياناته بوثائق مترجمة حسب الأصول مثل تلك المتوفرة من الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى متعددة اللغات. وعندما تكون البيانات ضخمة بدرجة كافية، يقوم برنامج غوغل بتحليلها ويضع النتيجة في خدمة المستخدمين، فيما يواصل تحديث قاعدة البيانات ويكتسب المزيد من الدقة مع كل تحديث. ومع ذلك، لا يستطيع غوغل من حيث دقة أدائه تجاوز الترجمات القياسية البسيطة من لغة المصدر، بينما يقف عاجزا عندما يتعلق الأمر بترجمة النصوص التي تحتاج إلى العقل البشري لتحليل وقراءة المعاني بين السطور. والترجمة الأدبية، مثل ترجمة القصائد، خير مثال على ذلك.
ويقر مسؤولو غوغل أنفسهم بأن الترجمة الآلية أمامها شوطٌ طويلٌ تقطعه قبل أن تتمكن من منافسة المواهب البشرية.
فوفقًا لمدونة غوغل في حزيران/يونيو من العام الماضي، “أتاحت التطورات في التعلم الآلي… تحسينات كبيرة في جودة الترجمة من أكثر من 100 لغة… [ولكن] تبقى حتى أحدث الأنظمة متخلفة بشكل كبير عن الأداء البشري…”.
ويضيف: “على الرغم من أن هذه خطوات تقدمية مثيرة للإعجاب بالنسبة للآلة، يجب على المرء أن يتذكر، خاصة بالنسبة للغات منخفضة الموارد، أن جودة الترجمة الآلية بعيدة عن الكمال. ولا تزال هذه النماذج تقع فريسة لأخطاء الترجمة الآلية النموذجية، بما في ذلك الأداء الضعيف في أنواع معينة من الموضوعات المادة (“المجالات”)، والخلط بين اللهجات المختلفة للغة، وإنتاج ترجمات حرفية بشكل مفرط، وضعف الأداء في اللغة المحكية وغير الرسمية”.
ويجب التأكيد في هذا السياق على أن البرامج التي تساعد المترجمين المحترفين في عملهم، أو أدوات الترجمة بمساعدة الكمبيوتر (CAT) ليست مثل ترجمة غوغل. فوفقًا لموقع Kinash.com، “لا تقوم برامج CAT بالترجمة بدل المترجم كما أن برنامج مايكروسوفت وورد لا يقوم بالكتابة نيابة عن الكاتب. إنها مجرد أداة تساعدهم على العمل بكفاءة أكبر”. وفي النتيجة، نخرج بترجمات أسرع وأكثر دقة، مما يحسن البيئة التي يعمل فيها المترجمون المحترفون.
وبالعودة إلى الترجمة من غوغل، يسرد موقع Clearwordtranslation.com، وهي خدمة لغوية وترجمة دولية، الأسباب التي تجعل ترجمة غوغل ليست الخيار الأفضل، بدءًا من لحقيقة التي لا جدال فيها أن الآلات لا يمكنها استبدال المواهب البشرية. يمكن للمرء أن يستشهد بمئات الأمثلة من الترجمات المضحكة، والإنترنت مليء بمثل هذه الأخطاء الفادحة المنشورة بهدف الإضحاك.
والسبب الثالث هو أننا لا نستطيع عمل الترجمة الإبداعية (trans-creation) باستخدام غوغل، لأن فيها عنصرًا ثقافيًا لا يمكن فهمه أو تحويله بدقة إلى لغة ثقافة مختلفة من قبل البرمجيات الآلية. دعونا لا ننسى أيضًا أن غوغل لا يصحح النص الأصلي، ولكن يمكن للإنسان فقط اكتشاف الأخطاء والتعامل معها.
وعليه يجب على المبتدئين وغير المحترفين الابتعاد عن استخدام هذه الخدمة ما لم يكونوا قادرين على تدقيق المنتج وتعديله؛ وإلا فإنهم يخاطرون بفقدان مصداقيتهم.
تفضل بزيارة موقعنا لمعرفة المزيد عمّا نقدمه من خدمات
وللحصول على أفضل خدمات الترجمة بوقت زمني وبأسعار منافسة
No comments yet.